تحذيرات من تحول القدس إلى أندلس جديدة

تحذيرات من تحول القدس إلى أندلس جديدة

حذر عدد من الخبراء من الحفريات المستمرة وعمليات التهجير الدائمة التي يقوم بها الصهاينة لسكان مدينة القدس بهدف تهويد المدينة بالكامل وتحولها إلى أندلس جديدة يبكى عليها المسلمون. و أكد زياد حسن ـ المدير التنفيذي لمؤسسة القدس الدولية ـ أن الصهاينة يعملون بكل جهدهم على ترحيل الفلسطينيين البالغين 40 ألف من حي لبناء مدينة داود المزعومة لدى الصهاينة؛ مشيرا إلى أن الاهتمام بحي السلوان يعود إلى انه يقع على نفس التلة التي يقع عليها المسجد الأقصى.
وأضاف خلال حديثه لبرنامج "ندوة خاصة" على فضائية القدس أنه حين يسيطر الصهاينة على حي البستان، فإن المنازل الباقية ستصبح بين حي البستان الذي سيحولونه إلى متنزها دينيا يهوديا، وبين السور القديم للمسجد الأقصى، وذلك في إطار مخطط صهيوني لترحيل سكان هذه المنازل لبناء مدينة داود عليها، وحي البستان هو الحد النهائي لهذه المدينة المزعومة.وأشار إلى أن الصهاينة عملوا مؤسسة خاصة تشرف على بناء مدينة داود المزعومة، وهي مؤسسة مدينة داود، وأن لديها تمويل بعشرات الملايين من الدولارات، وتتلقى رعاية حكومية، من خلال إخلاء السكان، حتى يتم إقامة مدينة داود كما هي في الشكل التوراتي.
وقال إن إقامة هذه المدينة ليس سهلا خاصة أننا نتحدث عن مدينة بها 40 ألف نسمة من الفلسطينيين، وبالتالي إخلالها علمية بعيدة الأمد، وما وصلوا إليه حتى الآن هو السيطرة على بعض الأماكن في سلوان من خلال الاستيطان والحفريات وكذلك من خلال مشروع الحديقة في حي البستان، مؤكدا أنه لو أحسنا نحن العرب التصرف لا يمكن أن يصلوا إلى ما يريدون. ومن جانبه أوضح محمد على عبد الله الجزولي ـ مدير عام مركز الإنماء المعرفي ـ أن القدس هي عنوان الصراع في العقلية الصهيونية، وأن القدس يتم استغلالها في الانتخابات "الإسرائيلية" باعتبارها تذكير للشعب الصهيوني بسبب وجوده.
وقال إن الكيان الصهيوني كلما تعرض لهزيمة كلما اتجه نحو القدس كي يخاطب الشعب اليهودي بالعقيدة ويدغدغ مشاعرهم الدينية؛ ليغطي سوءة الحكومة الإسرائيلية إزاء هزائمها، فعندما هزم في جنوب لبنان تحرك نحو القدس، وكذلك حين هزم في غزة تحرك نحو القدس، ولذا فإن محاولات تهويده محاولات يائسة.
ومن جانبه أوضح الدكتور ناجح بكيرات ـ الخبير في شئون القدس ـ أن ما يجري في القدس، يعود إلى أكثر من 40 عام منذ عام 1967 وبدأ مخطط لترحيل الناس ومصادرة الأرض، وهنا تم استقدام مستوطنين جدد بدل الذين رحلوا، فعدد الذين رحلوا من المدينة أكثر من 250 ألف عربي، ومساحة الأراضي التي تم مصادرتها أكثر من 123 ألف دونم، وتم ذلك من داخل السور سواء بهدم حارة المغاربة أو ببناء الحي اليهودي مكان حارة الشرف، أو بالاستيلاء على منطقة باب الخليل وباب العمود، ثم انتقلوا إلى أسورة المعصم كي يطوقوا ما يسمونه بالحوض المقدس.
وقال إن مدينة القدس أقيمت على تلال، المسجد الأقصى على تلة موريا، وعين سلوان علي تلة أوفل، وكل الآثار الإسلامية التي توجد في القدس التي تبدأ من عين سلوان إلى البركة الحمراء ثم المزارع التي أوقفها سيدنا عثمان بن عفان، ثم إلى بئر أيوب، ثم إلى عين اللوزة، وكل عيون المياه تم تدميرها في 1967 بخطة مبرمجة، وبالتالي هناك خطة لتدمير ما هو موجود وما هو موقوف، وبالتالي يوجد خطة لترحيل هؤلاء الناس.
وأشار إلى أن عين السلوان حولت الآن إلى مزار يهودي، ويتم جلب من 3 إلى 5 آلاف سائح من العالم يدخلون في القناة التي حفرها اليبوسيون منذ 1500 إلى 3000 آلاف عام، وهي أكبر قناة حفرت في الصخر، التي مدوها من العين إلى حيث سكناهم.
وأكد على أن الفلسطينيون صامدون قبل الحجر والشجر بفكرنا وجسمنا في القدس، وأن حبهم وانتماؤهم وصبرهم وثباتهم من أجل هذه الأرض، وأنهم في أرض رباط، فمن يموت في القدس يموت مرابط، ومن يعيش يعش عزيزا.
وعبر بكيرات عن خوفه في ظل الصمت العربي والإسلامي أن يزداد التهويد يوما بعد يوم، وتزداد الحفريات، ففي 2008 كانت الحفريات في باب المغاربة ومنطقة سلوان كان عدد العمال قد تضاعف من 20 عامل إلى 123 عامل، وحتى النفق الذي يجري بجانب المسجد الأقصى الذي دخلته مع بعثه علمية كان العمل يجري في الساعة الثانية ليلا، والصهاينة في سباق مع الزمن، ويجب أن ندرك أنه كلما مر الزمن على القدس، يقطع من القدس، وأخشى أن أستفيق على القدس وقد أصبحت أندلس جديدة.

مشكوور يا ورد تقبل مرورى

» بلاغ عسكري صادر عن سرايا القدس
» عكرمة صبري يحمل العرب مسئولية تهويد القدس
» خطيب الأقصى: الصهاينة يريدون تهجير المقدسيين وتهويد القدس